[color=#ff0000]إبداعات «مايكروسوفت» تتيح التفاعل مع أكثر من مستخدم وأكثر من عنصر في آن واحد
[img]
http://www.asharqalawsat.com/2007/06/05/images/internet.422138.jpg[/img][/color]تخيّل استخدام شاشة تستطيع التعرّف على العناصر التي توضع عليها، مثل الهواتف الجوالة أو كأس العصير أو حتى فرشاة الرسم، وتقوم بالتفاعل مع هذه العناصر في آن واحد، وتسمح بتبادل الصور والأفلام والموسيقى والخرائط بين الأجهزة الإلكترونيّة الموضوعة عليها، والكثير من الأمور الإبداعيّة الأخرى. وبالتأكيد فان إضافة عنصر التفاعل بين المستخدم وهذه الشاشات عن طريق اللمس، وشراء الموسيقى والأجهزة من الإنترنت عن طريق تحريك صورها من الإنترنت ووضعها على بطاقتك الإئتمانيّة الموجودة على الشاشة، أو عزف الموسيقى على أصابع بيانو افتراضيّة، أو بناء تصميم هندسيّ إلكترونيّ للمبنى عن طريق الإمساك بصورة العمود أو الجدار أو المكتب وتحريكها بيديك ووضعها في المكان الذي تراه مناسبا، ستحوز كلها على اهتمامك!
* «كومبيوتر السطح» إنّ قدوم تقنيات ثوريّة جديدة تقوم بصُنع تغيير جذريّ هو أمر ليس واسع الإنتشار، ولكنّ شركة مايكروسوفت قرّرت أنّ الوقت قد حان لتغيير طريقة التفاعل بين المستخدمين والكومبيوتر بعد 5 سنوات من العمل الجادّ، وذلك عبر ما يُعرف بـ«سطح مايكروسوفت» Microsoft Surface، والذي هو عبارة عن كومبيوتر على شكل سطح مستو، يمكن التفاعل معه عن طريق اللمس والتحريك بالأصابع، ليصبح «السطح» هو واجهة التفاعل مع المستخدم (شبيه بالتقنيات المستخدمة في فلم الخيال العلميّ «ماينوريتي ريبورت»). وتسمح هذه التقنية بالتفاعل مع الصور والأفلام والموسيقى وبرامج التصميم والأجهزة الإلكترونيّة اللاسلكيّة (مثل الهواتف الجوالة والكاميرات الرقمية ومشغلات الموسيقى)، واستخدامها في الكثير من المجالات اليوميّة، مثل التعليم والترفيه في الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية والمستشفيات وشركات الإعمار والهندسة، أو حتى في محطات التلفزيون (لتحرير البرامج) أو استوديوهات تسجيل الموسيقى. وتنبض هذه الكومبيوترات بالحياة ما أن يلامس سطحها أيّ شيء، وتسمح بأداء الأمور اليوميّة بشكل أفضل، مثل التعلم والعمل والتسلية والتسوّق وحتى تصفح الإنترنت. وكانت هذه التقنية حصرا في مراكز الجيش، نظرا لإرتفاع تكاليف تطويرها. والجدير ذكره أنّ توقيت إعلان «مايكروسوفت» عن هذه التقنية متقارب جدّا مع تاريخ طرح شركة «آبل» Apple لهاتفها المرتقب «آي فون» iPhone الذي يستخدم تقنيات اللمس المتعدّد للتفاعل مع المستخدم، والذي حاز إعجاب الكثير من النقاد والمستخدمين.
* تطبيقات إبداعيّة يمكن تخيّل جيش من البرمجيات الإبداعية الخاصّة بهذه الكومبيوترات، والتي يمكنها الإستفادة من الأسلوب الجديد في التفاعل، مثل برامج متطوّرة للرسم وعرض الصور التي يمكن تغيير حجمها باستخدام الأًصابع، وألعاب ثوريّة جديدة ووسائل دفع نقدي وتبادل الملفات بين الأجهزة الإلكترونيّة بشكل مبسّط وسريع، أو التفاعل مع برامج الخرائط بشكل مثير، أو حتى كتابة البريد الإلكترونيّ بالأصابع، بالإضافة إلى المزايا الأمنيّة الممكنة مثل التعرّف على بصمات المستخدمين وعرض ملفات مختلفة حسب كلّ مستخدم، أو التعرّف على حرارة الجسم (حسب التصوير الحراريّ) وإبلاغ المستخدم إن ارتفعت حرارته أو كان مريضا.
وسيستفيد قطاع الفنادق والترفيه بشكل كبير من هذه التقنية، حيث سيمكن للمستخدم القيام برحلة افتراضيّة في مبنى الفندق، والتفاعل مع الرحلة عن طريق تغيير وجهة العرض وتقريب وتصغير الصورة حسب ما يشاء، بالإضافة إلى وجود القدرة على أداء الحجوزات في المنتجعات المتعاقدة مع الفندق، أو حتى مراكز الصحة والرياضة، أو حجز ملعب لكرة المضرب (التنس)، أو شراء تذاكر للحفلات التي تقام في مدينة الفندق، أو حتى اختيار وجبة الإفطار التي يمكن إحضارها إلى غرفته في الصباح الباكر. وسيمكن للمستخدمين تخطيط إجازاتهم من دون أن يتحرّكوا عن الطاولة، أو سؤال أيّ عامل للمساعدة، حيث سيكون بمقدورهم اختيار الرحلات السياحيّة والأماكن التي يريدون زيارتها وفق الأوقات التي تناسبهم، من داخل الفندق، واختيار تحويل التكاليف إلى حساب غرفتهم أو دفعها فورا عن طريق وضع بطاقاتهم الإئتمانيّة على الشاشة. ويمكن أيضا اختيار الموسيقى التي يتمّ تشغيلها، وإرسال صور الإجازة إلى الأهل والأصدقاء من سطح الطاولة، وبشكل فوريّ. وبالنسبة لمحلات بيع الأجهزة الإلكترونيّة، فإنّه يمكن للمستخدم هناك وضع هاتف معروض للبيع في أحد المحلات على سطح الشاشة، ومشاهدة شرح عن مزاياه، ومقارنته بهاتف آخر يضعه المستخدم على السطح أيضا. ويمكن أيضا اختيار سماع بعض «الرنّات» الموجودة فيه، وشراء بعض «الرنّات» الإضافية، والضغط على زرّ إلكترونيّ، ليقوم قسم المحاسبة بإعداد فاتورة المستخدم أثناء تجواله في المحل، وتجهيز الهاتف له وتغليفه في حال كان الهاتف هدية. وبهذه الطريقة، فإنّ المستخدم سيحصل على جميع المعلومات التي يريدها بدون الحاجة إلى البحث عن شخص في المحل لمساعدته، بالإضافة إلى وجود القدرة على مقارنة الهواتف المختلفة ببعضها البعض، أو حتى مقارنة العناصر التي تهمّ المستخدم فقط، مثل الطاقة التخزينية ووجود القدرة على استقبال البريد الإلكترونيّ واستخدام تقنيات الجيل الثالث للهواتف الجوالة.
أمّا بالنسبة لقطاع المطاعم، فإنّ اختيار الزبون لكأس عصير البرتقال من الشاشة سيُظهر له صورة أو فلما عن مزارع البرتقال التي يتعامل المطعم معها، ومن ثمّ اقتراح وجبة اليوم عن طريق عرض صور لها. وباستخدام هذه التقنية، يمكن تشغيل بعض الألعاب الإلكترونيّة للأطفال أثناء انتظار إعداد الطباخين للطعام، أو عرض بعض الإعلانات للمستخدمين، أو حتى اقتراحات كبير الطهاة «الشيف» للحلوى بعد الطعام الذي اختاره الزبون. وستريح هذه الطريقة الزبائن نظرا لأنّهم ليسوا مضطرين إلى مناداة النادل الذي غالبا ما يكون منشغلا عنهم مع زبائن آخرين، لطلب كأس العصير أو وجبة العشاء.
* مواصفات تقنية تحتوي هذه الكومبيوترات على شاشة يبلغ قطرها (حاليّا) 30 بوصة، بالإضافة إلى وجود كاميرات داخليّة تقوم بمراقبة أيدي وأصابع المستخدمين جميعا، أو أدوات التفاعل الأخرى، مثل الأقلام خاصة أو فراشي الرسم او أيّ شيء آخر. وتقوم هذه الطريقة بإزالة الفأرة ولوحة المفاتيح كالوسائل المعهودة للتفاعل مع الكومبيوتر، نظرا لأنّ الوسيلة الطبيعيّة للإنسان للتفاعل مع العناصر من حوله هي استخدام الأصابع في كلتا اليدين، لتصبح المعلومات «بين أيدي» المستخدمين، حرفيا! ويعود سبب استخدام أسلوب العرض السطحيّ هذا إلى القدرة الكبيرة التي يوفرها لأكثر من مستخدم واحد، وهي التجمع حول سطح واحد (مثل الطاولة أو الجدار أو على الثلاجة أو حتى على الأبواب)، سواء للعمل أو للترفيه في المنزل أو المطاعم. وتبلغ أبعاد هذه الكومبيوترات 56x53x107 سنتيمترا، وهي مصنوعة من الحديد ومادة الأكريليك، ولا تحتاج إلا إلى مقبس للكهرباء لكي تعمل. وبالنسبة لنظام التشغيل المستخدم في هذه الكومبيوترات، فهو إصدار خاصّ من «ويندوز فيستا» Windows Vista. ويحتوي الكومبيوتر على مأخذ سلكيّ للشبكة Ethernet 10/100، ولديه القدرة على الاتصال اللاسلكيّ 802.11 b/g، وبلوتوث 2. ولا توجد معلومات حتى الآن توضح إن كانت هذه الأسطح تستطيع القراءة والكتابة على الأٌقراص الليزريّة.
التقنية هذه تستخدم ما يُعرف بـ«اللمس المتعدّد» Multitouch الذي يسمح لأكثر من مستخدم واحد بالتفاعل باستخدام أكثر من نقطة واحدة، أي أكثر من اصبع أو قلم واحد في الوقت نفسه، ومع أكثر من عنصر واحد (مثل قيام مستخدم بنسخ بعض الصور إلى هاتفه الجوال، بينما يقوم مستخدم آخر بمشاهدة فيلم، وقيام مستخدم ثالث بتصفح الإنترنت) على نفس الشاشة. ويمكن لهذه الأسطح التعرّف على الأشياء التي توضع فوقها والتفاعل معها وفقا لنوع الشيء، مثل وضع جهاز تشغيل موسيقى فوق السطح، ليقوم الكومبيوتر بالتعرّف عليه ونسخ الموسيقى منه بشكل مباشر، أو حتى أداء بعض المؤثرات الخاصّة، مثل رسم ثلج حول كوب عصير بارد أو أو حتى فقاقيع لعلب المشروبات الغازيّة. ويمكن وضع ملصقات صغيرة على أيّ شيء، وتعريف هذا الملصق للكومبيوتر، ليقوم الكومبيوتر بالتعرّف عليه فور وضع ذلك العنصر فوقه، أي بشكل يشابه فكرة «رموز الخطوط» Barcode. وتفتح هذه الفكرة آفاقا كبيرة لا يحدّها سوى خيال المستخدمين.
ويتراوح سعر الجهاز الواحد بين 5 و10 آلاف دولار أميركيّ، ولكنّ شركة مايكروسوفت تقول إنّ الأسعار ستنخفض بشكل كبير خلال ثلاث إلى خمس سنوات المقبلة، لتصبح الأجهزة موجودة بأسعار تجارية تناسب جميع شرائح المستخدمين. وقامت متاجر T-Mobile وفنادق «شيراتون» وسلسلة فنادق ودور Harrah’s للترفيه بالتعاقد مع شركة مايكروسوفت لتسخير هذه التقنية في خدمة زبائنها. وما يزال الوقت مبكرا للتخلص من لوحة المفاتيح والفأرة المتصلة بكومبيوترك، ويجب على هذه التقنية إثبات جدارتها في التطبيقات العمليّة اليوميّة في الشركات والمؤسسات الكبرى قبل أن يقوم المستخدمون بإخضاعها لسلسلة من الامتحانات في منازلهم. ولا ننسى بأنّ تقنية التفاعل مع الكومبيوتر عن طريق التحادث موجودة منذ فترة ليست بالقصيرة، وتمّ الترويج لها بشكل كبير، ولكنّها لم تستطع الإطاحة بأسلوب التفاعل التقليديّ حتى الآن. ولكن مجرّد وجود خيار جديد للتفاعل مع الكومبيوتر هو أمر مثير، ويستحق المتابعة والترقب، علّه يصبح واقعا نتفاعل معه بشكل يوميّ. وبالنسبة للمواصفات التقنية للجهاز، فإنّه يحتوي على معالج طورته «انتل» حديثا من طراز Core 2 Due، وبه 2 غيغابايت من الذاكرة، و256 ميغابايت لبطاقة الرسومات، ويستخدم نظاما معدّلا من «ويندوز فيستا»، وبه تقنيات «بلوتوث» و «واي فاي» للاتصالات اللاساكية، ومن الممكن إضافة تقنيات التعرف على الهوية بالموجات الراديوية RFID وتقنيات الاتصالات قريبة المدى NFC إليه في المستقبل. وللمزيد من المعلومات حول هذه الأسطح الذكيّة، يمكن زيارة موقعها الرسميّ: [url=http://www.microsoft.com/surface][color=#22229c]
http://www.microsoft.com/surface[/color][/url]